في يوم الاثنين (8 أبريل 2002 م) حدث شجار بين بعض الطالبات (التفاصيل نقلتها المنتديات في حينه) ولست هنا لمناقشة ما حدث، ولكن بسبب ما حدث خرجن أكثر الطالبات يبكين، وكتبت خطاباً لمديرة المدارس حول تصرفات المديرة (في ذلك الوقت) وكذلك حول معلمة مادة اللغة العربية والتي تقوم بتدريس ابنتي.  هذا المعلمة ليست بالمستوى الجيد في اللغة العربية وتقوم بعض الطالبات، ابنتي من ضمنهن بتصحيح قواعد اللغة العربية للمعلمة.  تحدثت للمديرة الأستاذة خيرات في بداية الفصل الدراسي الأول وأنه غير مناسب أن تكون معلمة اللغة العربية بهذا الضعف، وكان الرد أن البحث جاري عن معلمة متمكنة في اللغة العربية.   الخطاب هو ما ترونه أسفل، وألحقت بالخطاب خطاب آخر بعد ما حدث من معلمة الدين.  وكان أن تسلمت خطاباً من مديرة المدارس يعترف بمستوى المعلمة المتدني في اللغة العربية.  هذا هو الخطاب: انقر هنا


بسم الله الرحمن الرحيم

 

سمو الأميرة منيرة الفيصل          حفظها الله ورعاها،

 

لقد ترددت كثيراً قبل كتابة هذه السطور، ولكن بعد ما حدث أمس (يوم الاثنين 8 أبريل 2002 م)، رأيت من الضروري أن أبدي رأيي في ما يحدث في المدرسة بشكل عام، ورأيي في الأستاذة خيرات مديرة قسم المتوسط والثانوي، بشكل خاص.

مع بداية الفصل الدراسي الأول أبديت انزعاجي وتذمّري من وجود معلمة اللغة العربية للصف الثاني متوسط والتي تقوم بتدريس ابنتي حيث أن المعلمة تخطأ كثيراً في قواعد اللغة العربية.  تحدثت حينها مع الأستاذة خيرات حول الموضوع، وكذلك تحدثت معها زوجتي، ووعدتنا خيراً بأن يتم إيجاد معلمة ذات كفاءة عالية لتعليم اللغة العربية.  وانتهى الفصل الدراسي الأول دون نتيجة.

وأتى الفصل الثاني وتحدثت مع الأستاذة خيرات حول الموضوع ذاته، ووعدتني بأن يتم توظيف معلمة ذات كفاءة عالية خلال فترة وجيزة، وهاهو الفصل الدراسي الثاني أشرف على النهاية، ولا يبدو في الأفق بارقة أمل.

بدون شك وجود معلمة ذات مستوى متدني يعني أن احترام الطالبات للمعلمة يتدنى أيضاً مع كل خطأ ترتكبه المعلمة، ويقلل من أهمية التعليم في أعينهم، ويؤثر على سمعة المدرسة بشكل عام، فتنتشر الإشاعات بأن مدارس دار السلام لا يعنيها مستوى التعليم، بل المبالغ التي يتم تحصيلها من أولياء الأمور فقط.  والدليل هنا وجود هكذا معلمات أقل معرفة باللغة العربية من الطالبات أنفسهن.

الحقيقة أنا لم أعد أثق في الأستاذة خيرات، ولا في أي كلام يأتي من طرفها، فما ذكرته لم يتحقق.  علاوةً على أن علاقتها مع الطالبات تزداد سوءاً يوماً بعد يوم وتتلفظ ببعض العبارات الغير لائقة في بعض الأحيان لبعض الطالبات وعلى مرأى ومسمع الجميع.  وما حدث يوم أمس من تصرّفها بمنع اتصال الطالبات بأولياء الأمور إلاّ دليل على أن الأستاذة خيرات تفكر بشكل لا يتناسب مع المسيرة التعليمية التي تتبناها مدارس دار السلام.  فبدل الكلام الهادئ والمتـزن والحرص على تخفيف الضغط النفسي من على الطالبات تراها تصرخ في أوجههن وتمنعهن من الاتصال بأولياء الأمور.  وهنا يتضح أن الأولوية ليست لحالة الطالبات واللاتي كنّ في رعب وخوف وبكاء، وكان الأحرى بها أن تقول بأننا سنتصل بكل أولياء الأمور لكل طالبة تعطينا اسمها ورقم هاتف منـزلها.  حيث تستطيع المعلمات نقل وجهة نظر واضحة وغير استفزازية لأولياء الأمور، ولكن ما حدث هو العكس.  لقد قمن الطالبات بالاتصال بالهواتف الخلوية (الجوال) وهن يبكين ونقلن معلومات خاطئة ومخيفة عن ما حصل في المدرسة.

يوماً بعد يوم اكتشف أن الأستاذة خيرات ليست مناسبة لمنصب يحتاج للكثير من اللياقة في التعامل واللباقة في الحديث مع فتيات في عمر الزهور، يحتجن لصديقة أكثر من معلمة تعطي الأوامر ولا تبدي أي نوع من المبالاة لحالتهن وشعورهن، خاصةً في هذه المرحلة من العمر.  وكما ذكرت أيضاً بأن هناك توتر وصدام في علاقة الأستاذة خيرات مع الطالبات وبشكل ينذر بما هو أسوأ، وبالتالي يخلق نوع من التحدي لدى الطالبات في مواجهة القرارات التي تحتاج مدارس دار السلام لتطبيقها لتحسين أداء العمل والتعليم بشكل عام، والسبب أن هذه القرارات ستخرج في نهايتها عن طريق الأستاذة خيرات.

إن وجود الأستاذة خيرات لن يخدم العملية التعليمية في المدارس، وأنا كأب وكرجل تعليم أرى أن أيجاد بديل للأستاذة خيرات سيحد من المشاكل والصدامات التي يبدو أنها آخذة في التصاعد بسبب وجودها.

أتمنى كما يتمنى غيري العديد من أولياء الأمور أن لا تصل إلى الحد الذي نقرر فيه أن يكون هذا العام هو العام الأخير لأطفالي في مدارس دار السلام، خاصةً بعد ما حصل يوم أمس، وكلي ثقة في سموكم الكريم بأن يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة لإعادة السمعة المشرّفة التي تتمتع بها مدارس دار السلام والتي بسببها قمت بتسجيل أطفالي الثلاثة فيها.

 

حفظك الله ورعاك.

 

د. محمد جعفر آل حسن

جامعة الملك سعود